"أصوات خضراء"

هكذا، حصد الفلسطيني سائد حنني المركز الأول في تحدي الأصوات الخضراء، وهو جزء من مشروع الأصوات الخضراء الذي عقدته منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، بالشراكة مع  RNW Media، بينما ذهب المركز الثاني لعبد الملك النمري من اليمن، وكان التحدي محصوراً  بالمقالات والمدونات ومقاطع الفيديو التي تتحدث عن قضايا التغير المناخي وحلولها، فحصد حنني وهو طالب في الهندسة الكهربائية والطاقة المتجددة في الجامعة العربية الامريكية، المركز الأول عن فيديو عرض خلاله إمكانية صناعة أزياء صديقة للبيئة من خلال استخدام مخلفات الطعام من قشور البرتقال وغيره، حيث يتم استخراج مادة السيليلوز من هذه المخلفات لتحويلها إلى نسيج الرايون الذي تصنع منه الملابس العصرية والصديقة للبيئة، وفي هذا توفير لاستهلاك المياه، ومنع للتصحر، ووقف التعدي على الأشجار والنباتات، أما النمري فاستحق المركز الثاني عن مدونة بعنوان "عالم هند.. بصمة خضراء في تعز"، والتي أبرز من خلالها إسهامات المرأة اليمنية في التكيف مع تغير المناخ، والتخفيف من حدته، والاستجابة له لبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع، حيث تتحدث المدونة عن فتاة حولت ساحة منزلها إلى جنة صغيرة، ومع الوقت حولت شغفها الى انطلاق مشاريع الاقتصاد الأخضر.

هل لاحظتم جنسية الفائزين ؟

الأول من فلسطين التي ترزح تحت احتلال ظالم يقطع عن أرضها الماء والهواء، لكن بالرغم من ذلك ما زال أبناؤها يهتمون بالبيئة، ويفكرون خارج الصندوق للحفاظ عليها، بل أن سائد حنني تحدث خلال اللقاء الختامي لمشروع الأصوات الخضراء وإعلان أسماء الفائزين من أمام جدار للاحتلال، كان منصوبا على مدخل بلدته، فاتكأ على ركبتيه، وأخذ يحدثنا عن الفيديو الفائز وحلمه بتنفيذ المشروع الذي يعمل عليه في جامعته والمتعلق بمحتوى الفيديو ذاته، غير مكترثا باحتلال بغيض يبعد عنه أمتار، في مشهد لا يتكرر إلا في الأفلام الخيالية، أو في فلسطين .

أما الثاني، فما زالت بلاده تعيش ويلات الحرب بين أبناء الجلدة الواحدة، بلاد ضربتها الفُرقة من الداخل، وظلم ذوي الجوار من الخارج، ورغم المرارة التي تسري في أوصالها إلا أن فيها شباب يتحلون بالحلم، ويحاولون تحلية مستقبلها، فالنمري أكد خلال اللقاء الختامي أنه يسعى من خلال عمله الصحفي لتنوير الناس حول أهمية التصدي للتغير المناخي، ورغم أنه لا يتقاضى مردودا ماديا من خلال عمله إلا أنه يفعل ذلك لوجه اليمن، لعله يعود سعيدا كما كان !

الأهم من الفوز بتحدي الأصوات الخضراء هو ذلك الفوز الذي حققه المشاركون بتحدي الحياة، وتحدي الحروب، وتحدي الاحتلال، فمن الدول التي كنا نحسب أن الحرب والظلم والإقصاء أتوا على أحلام أولادها، خرجت أصوات خضراء، وأحسب أنها ستكون باكورة الازدهار في وجه هذا التصحر الذي نعيشه على جميع الأصعدة!