فريق نسائي متخصص في مسرح الجريمة

في سابقة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، سجلت مديرية الأمن العام- إدارة المختبرات والأدلّة الجرميّة إنجازاً هاماً، تمثل في تأسيس فريق نسائي متخصص في مسرح الجريمة بداية العام 2021، بمشاركة تسع نساء رائدات من ضابطات وشرطيات. وُلِد هذا الفريق من رحم الإصرار والتّحدي والإيمان بقدرة النساء على خوض تجربة دقيقة، تُبنى عليها لاحقًا سلسلة من الاستنتاجات والتحليلات التي تكشف سبب وقوع الجريمة ومن ثمّ مرتكبها.

بدأت الفكرة بحسب الرائد المهندسة رشا العضايلة، قائد فريق مسرح الجريمة، عندما قررت أن تكون نموذجاً شرطياً مختلفاً، لتؤكد على قدرة المرأة على خوض غمار المجال الأمني، بدخولها ميدان العمل الجرمي "كمسرح الجريمة" إضافة لخصوصية قضايا المرأة والطفل والتعاطي معها عن طريق فريق خاص متكامل، تكون جميع عناصره من الشرطة النسائية، فتقدمت بمقترح إلى مركز الابتكار والتطوير التابع لمكتب المفتش العام في مديرية الأمن الأمن العام والذي تبنى الفكرة وعمل على تطويرها.

تقول العضايلة لشبكة نساء النهضة: "بدأت عملي الشرطي في إدارة المختبرات والأدلة الجرمية لمدة عامين، ثم تنقلت بين عدد من الإدارات الشرطية، وكان آخرها قيادة الشرطة النسائية، التي تبوأتُ منصباً متقدماً فيها، أكسبني مهارات إدارية وفنية وصقل شخصيتي، ثم عدت مرة أخرى إلى إدارة المختبرات للعمل كخبيرة تحاليل، إلا أن هذا العمل المكتبي لم يرضني، فقررتُ أن أمثّل نموذجاً مختلفاً للمرأة العاملة في قطاع الأمن".

وتكمل: "بدأ اختيار أعضاء فريق مسرح الجريمة النسائي، وكان من أهم شروط الالتحاق بهذا الفريق، الرغبة في العمل، نظراً لخصوصيته وأوقات دوامه، ثم بدأت مرحلة التدريب والتأهيل، من خلال التحاقنا بالعديد من الدورات التأسيسية والمتخصصة". توضح العضايلة. وفي إشارة إلى دور زملائها المميز تقول: "لم يبخل علينا زملاؤنا المختصون في مسرح الجريمة من حيث تقديم الخبرة، والدعم، وتطوير أدواتنا للعمل وتعزيز العديد من المهارات الشخصية، ومنها ضبط النفس؛ والسرية؛ والحيادية؛ والحفاظ على خصوصية الأطراف في الجريمة".

بحسب العضايلة، يعرّف مسرح الجريمة على أنه "مكان حدوث الجريمة الذي يضم جميع الأدلة التي تثبت تورط المتهم في الجريمة من عدمه". لافتة إلى جميع الإجراءات التي تتخذها إدارة المختبرات والأدلة الجرمية من لحظة وقوع الحادث كالمحافظة على مسرح الجريمة؛ وتحريز العينات؛ وإرسالها إلى مركز الإدارة لفحصها مخبرياً وفنياً وتحليل النتائج؛ وإصدار التقارير التي تستند اليها الجهات القضائية في الإثبات الجرمي بالطرق العلمية التي تربط الجريمة بمرتكبيها بالدليل العلمي القاطع، كما تُعتبر هذه التقارير أُسساً عادلة تستند إليها المحكمة في إصدار الإحكام القضائية على المجرمين.

تؤكد العضايلة كذلك أن تأسيس فريق مسرح الجريمة النسائي هو من قصص النجاح في قيادة الشرطة النسائية في مديرية الأمن العام، ومن أبرز الإنجازات فيها، إذ لم يأتِ من فراغ، وإنما جاء بدعم قيادة الأمن العام إدارياً وفنياً، وإرادة الفريق وإصراره على النجاح في هذه المهمة الصعبة. وتطمح العضايلة إلى تأهيل عدد كبير من الشرطة النسائية لاقتحام عالم الجريمة من خلال تشكيل فرق مسارح الجريمة النسائية في مختلف محافظات المملكة.

وفي ذكرى مميزة؛ لا تنسى العضايلة أول مسرح جريمة تعاملت معه، حيث كان لجثة في المشرحة فتقول: "وقفت أمام باب المشرحة، مستذكرة الأمور الفنية والنفسية التي تدربت عليها وأهلتني كي أكون هنا، فقررت في داخلي أن أنجح، لأن بداية النجاح ستكون من هذا المكان، فلا بد من الحرفية والمهنية في جمع الأدلّة الجرميّة الدقيقة المتناثرة في مسرح الجريمة، والتي تبدو للعيان غير ذات أهميّة، ما يزيد من ضرورة النظر إلى مسرح الجريمة بحسٍ واعٍ ودقيق".

وتؤكد العضايلة على قدرة المرأة وتميزها في جميع الأصعدة، خاصة في المجال الأمني، وإصرارها على تحدي العقبات هو أساس نجاها وتفوقها.